أفضل طريقة لنسيان آلام الإخفاقات المتكررة لمنتخباتنا هي الهروب نحو المسابقات المحلية والانشغال بها في محاولة للنسيان وتجاوز الآلام. هذا الذي نقوم به بعد كل حالة إخفاق نتعرض لها وما أكثرها، فالانشغال بالدوري أصبح من أفضل أنواع مسكنات الألم النفسي والعصبي، وهي التي نلجأ إليها في محاولة يائسة للخروج من دائرة الألم إلى دائرة الأمل، حدث ذلك وتكرر في كثير من المناسبات وفي جميع تلك المرات كانت مسابقة الدوري وفية وكريمة معنا لأبعد الحدود، ولهذا نلجأ إليها لأنها اعتادت أن تمنحنا ما نحتاج من قوة وأمل، وتمكننا من تجاوز إحباطات المنتخب وأثبتت التجربة أنها أفضل طريقة لنسيان آلام الإخفاقات المتكررة لتجاوز حالة الاحباط المسيطرة على الشارع الرياضي، ولهذا أصبح الهروب نحو المسابقات المحلية والانشغال بالدوري أفضل طريقة لنسيان وتجاوز الآلام، وهذا ما نحاول إتيانه عبر الانشغال بأحداث الدوري، عل وعسى أن تخفف من وقع صدمات المنتخب المتكررة.
ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي نهرب فيها من واقع نتائج المنتخب نحو الدوري بحثاً عما يخرجنا من دائرة الاحباط، والجميل أنه في كل مرة نلجأ فيها للدوري لكي نغسل أحزاننا بسبب نتائج المنتخب، لا تخذلنا ويكون خير بلسم لجماهيرنا التي لا تملك إلا الهروب نحو الدوري بحثاً عن هواء نقي تتنفس من خلاله الحياة، وهذا ما حدث بعد صدمة معسكر النمسا التي فتحت جراح الجماهير الإماراتية من جديد. الصدمة لم تكن بسبب خسارة المنتخب أمام الباراغواي وفنزويلا فقط، بل للحالة العامة التي كان عليها اللاعبون والجهاز الفني بالتحديد في لقاء فنزويلا، الذي كشف عن واقع مرير ومستقبل ضبابي للكرة الإماراتية التي باتت تعاني على جميع الصعد، دون أن يتحرك أحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
طوينا صفحة المنتخب في محاولة للخروج من دائرة الإحباط، وانشغلنا بأحداث الجولة الرابعة لدورينا، وسننشغل بالقمة المنتظرة بين الجزيرة والشارقة، هكذا اعتدنا وهكذا أصبح قدرنا نلجأ إلى المسكنات بدلاً من البحث عن العلاج. فشكراً لدورينا.
كلمة أخيرةبعد الصدمة التي تلقاها الشارع الرياضي إثر الصورة الباهتة للأبيض، توقعنا أن يخرج إلينا أحد ممن يعنيهم الأمر في لجنة المنتخبات، يواسي ويطمئن الشارع الرياضي المكلوم والمثخن بهموم المنتخب ومستقبله الغامض، ولكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي ولم تجد الجماهير سوى الصمت وكأن شيئاً لم يكن ولم يحدث.
عن جريدة الخليج الإماراتية