تحذير سلطان
عيسى هلال الحزامي
يوقظنا من سباتنا وينبهنا من غفلتنا.. ينصحنا ويعلمنا ويصحح مسيرتنا، هذا ديدن سموه دائماً وأبداً، فهو ضمير الوطن والأمة، وتلك هيعادته كوالد قبل أن يكون حاكماً حكيماً وقائداً ملهماً، ولكن هذه المرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوالمجلس الأعلى حاكم الشارقة، كان يحذر وينذر بحساب عسير، ولا يمكن بأي حال أن نفصل خطابه الجديد بكل ما فيه من وعد ووعيد عنخطاباته السابقة التي جاءت في محطات متفرقة، فهو مكمل ومتمم لها شكلاً وموضوعاً، في كل ما يخص الحق المهدور لأبناء الإمارات فيالدعم والرعاية والاهتمام، والرسالة الجديدة، كما سمعتها مرات ومرات، خلاصتها أنه «فاض الكيل»، وآن الأوان لاعتماد إجراءات وتدابيرأكثر جدية وصرامة لضمان وصول الدعم لمن يستحقونه في أندية الشارقة.
من جانبنا في المجلس الرياضي، لم ولن نألوا جهداً في هذا السبيل، ولقد تعهدنا في الحال بتنفيذ توجيهات سموه من خلال خطط وبرامجعاجلة، ولسوف تصحبها متابعات ميدانية ترصد بالأرقام مؤشرات التغيير في نسبة العائد المجتمعي للدعم، وحظوظ أولاد البلد مقارنةبسواهم من حيث الاستفادة بكل مقدرات وإمكانات وتجهيزات الأندية.
ويهمني في هذه اللحظة الفارقة أن أضع علامة فاصلة بين ما قمنا به في المرحلة الماضية، وما سنقوم به من الآن وصاعداً، ففي الأشهرالقليلة الماضية، التي أعقبت مداخلة سموه السابقة من خلال صيحة «أعيدوا حساباتكم»، تحركنا على صعيد المظلة الواسعة التي تغطيرياضة الإمارات ككل حتى تعمل كل المؤسسات الضالعة في المسؤولية المجتمعية لأبناء البلد جنباً إلى جنب، بحيث لا يختل ميزان التكافؤ بينفرق الإمارات وبعضها، ليتم تعديل القوانين واللوائح التي حادت عن المسار القويم الذي أراده مشرعها، والتي خرجت بنا جميعاً عن جادةالصواب والرشاد بالنسبة لمصلحة أبنائنا، وقد كان الملتقى الوطني (15 يونيو الماضي) هو نهاية سعينا في هذا السبيل، إذ صاغ فيتوصياته كل ما يتعلق بنسب مشاركة المواطنين والأجانب والمقيمين، عوضاً عن كل ما يقتضيه الأمر لتصحيح المسار والمسيرة بوجه عام، وبهانتقلت الكرة من ملعب المجلس المحدود إلى ملعب الرياضة الإماراتية الممدود ما بين الهيئة واللجنة والأولمبية، وصولاً إلى حكومة الإمارات.
بتلك المرحلة كان ذاك مدى الحركة والصوت، أما الآن، فعفواً سنعنى بشأننا قبل أن يفوت الفوت.
* الخليج الرياضي