هل "فيرمينو" هو المهاجم الأفضل في كرة القدم؟!
مقال تحليلي للمهاجم الوهمي
على كل حال، عليك أن تتقبل تغييرات عالم التدريب في كرة القدم، حيث رأينا في العشر سنوات الأخيرة، انتشار فكرة المهاجم الوهمي، وحتى هذه اللحظة فهناك العديد من المدربين يفضلوا هذه الطريقة.
اليوم سنتطرق إلى أنجح من نفذ هذه الأفكار، فلا يخفى على الجميع بأن هذا الموسم هو الأخير للألماني يورجن كلوب، مع نادي ليفربول، وانصافاً لهذا الرجل وليس تحيزا تماماً، علينا أن نقر ونعترف بأنه أنجح من طبق هذا الفكر، وهذا ما سنوضحه لكم في موسمه الأنجح في تطبيق طريقته المفضلة.
أدهشنا جميعًا أداء هجوم ليفربول في موسم ٢٠١٧/٢٠١٨، الكل مدح ثنائية صلاح و ماني بسبب الأرقام لكلاهما دون النظر للضلع الأهم في المثلث الهجومي و أحد ركائز الفريق الأساسية لتطبيق أفكار كلوب و هو المظلوم إعلاميًا فيرمينيو لاعب الأهلي السعودي حاليا، إذا تابعت فرمينيو قبل ثم بعد كلوب ستلاحظ كيف إستطاع الألماني إستغلال شخصية البرازيلي في خدمة الفريق، فيرمينيو لا يبحث عن الأرقام و الأداء الفردي هو لاعب المنظومة، هو لاعب بشخصية ليفربول فلا صوت يعلوا فوق نشيد أبناء الميرسيسايد "لن تسير وحدك أبدًا".
تحول البرازيلي من صانع الألعاب للمهاجم رقم 9 ولا تسطيع وصفه بأنه مهاجم كلاسيكي يسجل الأهداف بغزارة ولا مهاجم وهمي يسهل قدوم زملاؤه بفتحه للمساحات للقادمين من الخلف أو يكتفي بصناعة اللعب للفريق، هو فقط مزيج بين تلك الصفات أخرجت لنا الناتج المثالي روبيرتو فيرمينيو.
إذا كنت لا تجد الحلول ولا تسطيع التمرير إبحث عن فيرمينيو بين أقادمه الحل دائما، المهاجم البرازيلي يمتاز بالهدوء الشديد لا يتأثر بالضغط حوله، وهذه هي الصفة الأهم للمهاجم الوهمي.
لماذا أصف فيرمينيو بالمهاجم المتكامل مع يورجن كلوب؟
دائما ما تجده قريب من الجميع، في كل الأحوال يبدأ الضغط يملأ المساحات الخالية، الأول في بناء الهجمه ،يمرر ، يسجل، يخلق المساحة اللازمة لزملاؤه للتسجيل قدرته على ترويض الكرة و التحكم بها في الثلث الهجومي.
على الجانب الهجومي في موسم ١٧/١٨ لعب فيرمينيو في البريمرليج 26 مباراة كرأس حربة 4 كجناح أيسر 2 كلاعب وسط، سجل 15 وصنع 7 في الدوري، و لو نظرنا لدوري أبطال أوروبا في نفس العام، وقارنا الأرقام بالمكينة التهديفية كريستيانو رونالدو سنجد بأن ثلاثي هجوم ليفربول آنذاك سجلوا 11 هدف بالتساوي لكل لاعب، لو أهملنا ركلات الجزاء، عودة فيرمينيو للوسط لا تقتصر على استلامه الكرة فهو الفخ الذي يقع فيه دفاع الخصوم حركيته و ديناميكيته تسمح بالتفوق العددي لليفربول في الحلات الهجومية على الاطراف على سبيل المثال اذا تحرك للطرف الايسر مع ماني و روبيرتسون يصبح الفريق متفوق بلاعب في تلك المنطقة و ايضا على الجانب الايمن مع صلاح و ارنولد فيضطر الفريق المنافس اما للقبول بحالة الـ3 ضد ٢ فتسهل عملية الاختراق من المنطقة، او سحب لاعبين الخصم فتفرغ المساحة على الجانب الأخر و تسهل عملية التسجيل .
حديثنا حتى الان يعتبر خالي من الارقام حيث من السهل الوصول للارقام عبر موقع هوسكورد او سكواكا او أندرستات (مصدر الصور المرفقة) لكن قوة البرازيلي فيرمينيو لا تصفها الارقام متي يعود لمساندة الوسط تميزه في اللعب من لمسة واحدة لتسريع المرتدات الحفاظ على الكرة تحت الضغط و تمريرها للاعب المناسب.
دفاعيا في منظومة كلوب وقتها هو الاهم في تطبيق الضغط العكسي و العالي عند الحاجة حيث في الحالة الدفاعية تتحول الخطة لـ4-4-2 ماني وصلاح في العمق فيرمينيو يركض خلف الكرة لملأ المساحة على الاطراف، ذكاء فيرمينيو في تعطيل هجمات الخصوم عن طريق الفاولات التكتيكية ان فشل في استرجاع الكرة فيرمينيو رائع كل يوم مهاجم المنظمة المتكامل .
الآن نشاهد فرقاً عديدة تحاول تطبيق فكرة المهاجم الوهمي، ولكن علينا في النهاية طرح السؤال الأهم.. هل البرازيلي روبرتو فيرمينو هو المهاجم الوهمي الأفضل في تاريخ كرة القدم؟