من هو هذا الحفناوي .. القرش المفترس؟

من هو هذا الحفناوي .. القرش المفترس؟

تألق السباح التونسي احمد ايوب الحفناوي الملقب بالقرس وتوج اليوم الأحد بذهبية نهائي سباق 1500 متر سباحة حرة في بطولة العالم  في اليابان .

وتقدم الحفناوي على الأميركي بوبي فينكي والأسترالي سام شورت.

وكان الحفناوي أحرز ذهبية سباق 800 م حرّة الأربعاء، كما حلّ وصيفاً للأسترالي شورت الأحد الماضي في سباق 400 م حرة، بفارق 2 بالمئة من الثانية فقط.

وولد الحفناوي يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2000، في مدينة مطلاوي لعائلة رياضية، ووالده أيوب كان لاعب كرة سلة وورث عنه الطول الفارع، وكان يريد أن يصبح لاعبا بكرة السلة قبل أن يتخصص في رياضة السباحة بالصدفة.

وعندما بدأت تظهر موهبته شاهد بنفسه عن قرب، مواطنه البطل الأولمبي أسامة الملولي، ثم التحق بالبرنامج الوطني للسباحة وهو في الثانية عشرة من عمره.

ونجح الحفناوي في التأهل إلى الدور النهائي لسباق 1500 متر، بعدما تألق في سلسلة التصفيات واحتل المركز الأول بتوقيت قدره 14 دقيقة و49 جزءاً من الثانية.

ونافس الحفناوي على الميدالية الثالثة له في بطولة العالم مع أقوى نجوم العالم الذين برزوا في هذا المونديال.

وحقق الحفناوي زمناً قدره 14:31:54 دقيقة، متقدماً على الأميركي بوبي فينكي 14:31:59 د، والأسترالي سام شورت 14:37:28 د.

وكان الوقت الذي سجّله الحفناوي أقل من ثانية من الرقم القياسي العالمي البالغ 14:31:02 د المسجّل باسم الصيني سون يانغ في العام 2012.

وقال الحفناوي: "بوبي سريع جداً في نهاية السباق، لقد دفعنا إلى التقدم. كنت قريباً جداً من الرقم القياسي العالمي. لقد استمتعت بالسباق وأشكر بوبي على دفعه لي".

وكان شورت متصدراً بفارق بسيط طوال السباق، لكنه تأخر مع النهاية ليترك المنافسة بين الحفناوي وفينكي.

وأضاف الحفناوي: "أعتقد أنني أستحق ذلك".

وكان شورت فاز بلقب 400 متر سباحة حرة في وقت سابق من الأسبوع الحالي، متخطياً الحفناوي.

وثأر التونسي بطل 400 متر حرة في الأولمبياد، متفوقاً على شورت بعد معركة ملحمية، علماً أن فينك هو حامل ذهبية سباق 1500 متر الأولمبية.

وفي عام 2019 بدأ الحفناوي بالبروز أكثر، ولم يكتف بالفوز في المسابقات المحلية بل حطم الأرقام القياسية في منافسات السباحة الحرّة لمسافات 400 ثم 800 ثم 1500 متر.

وعلى الصعيد الدولي حصد الحفناوي أول ميداليتين ذهبيتين في بطولة فرنسا في سباقي 400 و800 متر سباحة حرة في شهر يونيو/حزيران من عام 2021، ليجني ثمار هذا الإنجاز، حيث وجه الاتحاد الفرنسي للسباحة دعوة له للمشاركة في النسخة الأخيرة، حيث يسمح للسباحين من مختلف أنحاء العالم بالمشاركة في مسابقاته.

وخطف أحمد الحفناوي أنظار العالم بمشاركته في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020، والتي تأجلت لعام 2021 بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، وفيها حصد السباح التونسي الميدالية الذهبي لسباق 400 متر.

ولم يكن هذا هو الإنجاز الوحيد للحفناوي في طوكيو، فتلك الذهبية جعلت منه أصغر بطل أولمبي تونسي وعربي يحقق الميدالية وذلك بعمر 18 عاماً.

في عام 2022 انضم الحفناوي لجامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل مواصلة دراسته الأكاديمية وفي الوقت نفسه التدرب على أيدي أمهر المدربين.

واستثمر الحفناوي وجوده هناك وشارك بداية عام 2023 في ملتقى كنوكسفيل وحصد ميداليتين ذهبيتين في سباقي 400 و800 متر سباحة حرة، وأضاف إليهما ميدالية فضية في سباق 1500 متر سباحة حرة.

وعن ذلك قال الحفناوي: "انتقلت إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2022) وكنت أتدرب بجهد كبير، وكنا نغير بعض الشيء في أساليب التدريب، كان المدربون يركزون على التفاصيل والمنعطفات وكل هذه الأشياء، كانت تدريبات لم أعتدها ونوع آخر من الذي تعلمته سابقاً، لذا أعتقد أن هذا ما حسّنني وطوّر من إمكانياتي".

ويُعتبر الحفناوي حالياً واحداً من أربعة رياضيين تونسيين حصدوا الذهب الأولمبي، حيث فاز العداء محمد قمودي بالميدالية الذهبية في سباق 5 آلاف متر في أولمبياد مكسيكو سيتي 1968، بينما فازت العدّاءة حبيبة الغريبي بسباق 3 آلاف متر في أولمبياد لندن 2012، إضافة إلى الملولي الذي حصد ذهبيتين.. الأولى في بكين 2008 في سباق 1500 متر سباحة حرة، والثانية في لندن 2012، وذلك في سباق السباحة الحرة لمسافة 10 آلاف كيلومتر.