أنقذوا النصر

عبدالله إبراهيم

أنقذوا النصر

عادت الحياة إلى ملاعبنا بالحضور الجماهيري الغفير وغير المعهود في الأسابيع الستة الماضية، وكأن المنافسة انتقلت من أقدام اللاعبين إلى صيحات المشجعين في المدرجات المؤازرة لأنديتها في مشهد لم نعتده منذ زمن، وقبل انتشار «جائحة كورونا» التي ألزمت الجميع منازلها، وفي نسب الحضور الجماهيري من جانب الاتحاد وحرص الجماهير.

وبانطلاق صافرة البداية مع الجولة الأولى، اكتظت مدرجات الأندية في ظاهرة قلما لمسناها في المواسم السابقة، وهذا مؤشر إيجابي لنجاح موسمنا الاحترافي الرابع عشر، والإشادة بوجوده ومؤازرته لأنديته، وهو اللاعب رقم 12، كما يُطلق عليه مترجماً لخطط وبرامج رابطة دوري المحترفين لشمولية المنظومة.

إلا أن اللافت في هذا السباق، تراجع «عميد» أنديتنا إلى المركز العاشر، مع ختام الجولة السادسة، الأمر الذي ينبغي على مجلس إدارته وجهازه الفني دراسة الأمر وتدارك الموقف، لأن النصر بتاريخه ينبغي أن يكون في موقف أفضل مما هو عليه الآن، وهو صاحب «صولات وجولات» في «دورينا» ومسابقاتنا منذ تأسيسه إلى قبل ثلاثة عقود من الزمن، وأن عدداً كبيراً من محبيه لم يعش أبناؤهم إنجازات ناديهم منذ ولادتهم، وهم يزحفون خلف «العميد»، من دون إنجاز طوال هذه الفترة الطويلة، باستثناء ما تحقق له في بعضها، وكأننا نطالب أبناءنا بالبحث عن أندية تستحق الانتماء والتشجيع.

مجلس إدارة نادي النصر برئاسة مروان بن غليطة، ولجنة كرة القدم برئاسة محمد المري، عليهما دراسة أسباب هذا الإخفاق والعمل على ترتيب البيت لعودة «العميد» مجدداً للمنافسة في الموسم القادم، وتعديل موقعه في الموسم الحالي، لأن النصر بموقعه الحالي في جدول المسابقة لا يتناسب مع تاريخه.

أتمنى أن يتدارك المجلس واقع النصر اليوم، والعمل على إنقاذ ما يمكنه، وكل المنتمين له سيمدون له يد العون للنهوض به مجدداً، ولا يمكن لهم القبول بما وصل إليه اليوم، وعليهم دعوة كل محبيه للجلوس معاً لتدارس الأمر، وكوادره الفنية من اللاعبين السابقين وإدارييه على استعداد لمد يد العون، وانتشاله من مستنقع الهزائم والإخفاقات، والعودة به مجدداً إلى منصات التتويج، فلم يعد مقبولاً أن يكون في هذا الموقع، وهو الذي سطر تاريخ كرة القدم منذ تأسيسه عام 1945، وهو عميد الأندية الإماراتية بتاريخه وإرثه وإنجازاته.. ولننقذه قبل فوات الأوان.

 عن صحيفة الإتحاد الإماراتية