ليفربول ليس بهذا السوء

ليفربول ليس بهذا السوء

حسن المستكاوي

تقول الأرقام إن ليفربول لم يكن بهذا السوء أمام نابولي ليخسر 1/4 وتوصف الهزيمة بأنها مذلة. قام الفريق بـ 15 محاولة على المرمى مقابل 18 لنابولي، وسدد 7 مرات على المرمى بينما سدد نابولي 8 مرات، وحصل ليفربول على 12 ضربة ركنية، مقابل 3 لنابولي، ومرر ليفربول الكرة 600 تمريرة بينما مررها نابولي 391 مرة، وتصدى أليسون بيكر لأربع كرات بينما تصدى أليكس ميريت لست كرات.. وهذا حديث الأرقام.. إلا أن الهزيمة التي مني بها ليفربول لها قصة، وهي أعمق من مجرد تفسير تراجع الفريق برحيل ساديو ماني!
بعد المباراة جلس كلوب يفكر ماذا جرى؟ هل لابد من مشاهدة المباراة مرة أخرى ليدرك ما حدث فيخاطب لاعبيه بالأخطاء؟
الهزيمة هي استمرار للبداية السيئة للموسم الجديد، إذ خسر 9 نقاط في 6 مباريات، لكنه أمام نابولي وجد فريقه متأخراً بهدف بعد 5 دقائق، وهو الأمر الذي أثار ارتباكه، فلم يلتفت إلى تكتيك ساباليتي مدرب نابولي الذي اعتمد الهجوم المضاد السريع والخاطف مستغلاً سرعات لاعبيه، ومهاراتهم الفردية، وصمم كلوب على ممارسة أسلوبه «الضغط العالي» الجماعي وقد شهد الضغط أخطاء أيضا نتيجة إجهاد لاعبيه، مما سهل ضرب خطوطه، حيث خسر الفريق منظومته الدفاعية المركبة ..
على مدى خمس سنوات يمارس ليفربول الضغط العالي المنهك بدنياً، وأضف إلى ذلك الحالة الفنية التي أصابت نجومه، ربورتسون وأرنولد وفان دايك وفيرمينيو، وصلاح، والأخير يعاني على ما يبدو من حالة ذهنية نتيجة رضوخ إدارة النادي لمطالبه بعد فاصل طويل من التفاوض على الهواء مباشرة، مما وضع صلاح تحت ضغط نفسي هائل، فماذا تفعل لجمهورك وفريقك بعد أن نلت كل ما تريد ؟!
لفت النظر أن أرنولد غضب من صلاح وعبر عن غضبه بيديه، عندما مرر كرة إليه فمرت من بين قدميه، وبدا أن أصابع الاتهام متبادلة بين اللاعبين، نتيجة حالة عصبية بسبب قلة الحيلة والعجز عن مواجهة هجمات نابولي التي كانت مثل موجات بحر عاصف، لا يمكن السيطرة عليها.
أضف إلى ما سبق سوء تقدير يورجن كلوب لاحتياجاته في صفقات الصيف، لاسيما في خط الوسط.
وفي نهاية القصة يثور سؤال: هل كان من الممكن أن يغير كلوب من أسلوبه في مواجهة نابولي بعد الهدف الأول؟ هل هي بالفعل نهاية مرحلة التفوق وبداية مرحلة البناء؟ هل يكرر كلوب ما فعله المدرب السابق بيل شانكلي في 1970 في أعقاب هزيمة ليفربول في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام واتفورد من الدرجة الثانية، ببدء عملية تغيير الفريق؟ هل صناعة كرة القدم اليوم تحتمل هذا الترف وتملك الوقت الآن؟!

* عن صحيفة الاتحاد الإماراتية