هنا الشارقة
عيسى هلال الحزامي
** أي باحث؛ بل أي زائر أو سائح يزور الشارقة للمرة الأولى، لا بد أن تستوقفه الرموز والشارات والمعالم والمنشآت التي تعبر عن شخصيتها الثقافية المميزة، وإنْ استرسل بفكره في الأصول والجذور والأسباب والمسببات، واستغرق قليلاً في الرسائل والمنبّهات التي تأتيه عبر الأسماء والمسميات، فحتماً سينتهي به المطاف على ضفاف «المشروع الثقافي الكبير للشارقة»؛ ذلك المشروع الذي أرسى دعائمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي تجاوز بأصدائه إطاره المحلي ومحيطه العربي إلى أفق عالمي لا يُدرَك مداه، بفضل جوهره الذي يقوم على «الإنسان»، بغض النظر عن كل اعتبارات الزمان والمكان.
** انظر حولك، ستجد الثقافة كتاباً مفتوحاً على ضفتيه في الشارقة، أبوابه وفصوله ما هي إلا أنشطة وفعاليات في مختلف المجالات، والجمل والمفردات ما هي إلا خطط وبرامج تستهدف كلها الإنسان، بما يؤسس فكره وقيمه ومُثُله ومبادئه، مع ما يحتاج إليه من تربية وتعليم وصحة وخدمات وغيرها، إنها رؤية الحاكم الحكيم التي بإمكانك أن ترى تجلياتها بنظرة عابرة في لحظة.
ففي الأيام الماضية مثلاً تزامن المعرض الدولي للكتاب بكلمته إلى العالم، مع مؤتمر الجامعة لتقنيات الطاقة المستدامة، مع افتتاح مدرسة جديدة في خورفكان، مع الوقف المخصص لدعم مجامع اللغة العربية، مع مكرمة للمكتبات لتزويدها بأحدث الإصدارات، مع منحة من سموه لترميم متحف جبران في لبنان.
** ومن العام إلى الخاص، نحمد الله على نجاحنا في المزاوجة ما بين الثقافة والرياضة، لتكتمل صورة الشارقة ك«قبلة للعالم» في مختلف المجالات، حيث نحتفل حالياً مع أشقائنا العرب تحت شعار «ثقافتنا تجمعنا»، بفوز الإمارة بجائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية، وسعادتنا كبيرة بانطباعات الضيوف عن الفعاليات والبرامج التي أعددناها للاحتفاء بالمناسبة، لا سيما أنها جمعت بين ما هو علمي وثقافي كالملتقى الذي حظي برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وما هو رياضي ومجتمعي كدورة كلباء للألعاب الشاطئية التي حظيت برعاية سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب الحاكم، حيث أجمعوا على أن الشارقة قدمت نموذجاً ستحتذيه المدن الفائزة بالجائزة في دوراتها المقبلة، وهذه شهادة نفخر ونعتز بها.
** قبلة من القلب لكل من يحب الشارقة ويقدّرها ويعمل لأجلها، لتبقى «قبلة العالم» دائماً وأبداً.
عن جريدة الخليج الإماراتية