بيت القصيد
عيسى هلال الحزامي
** بلغ دوري أدنوك للمحترفين ذروة من الإثارة تبعث السعادة، وتستوجب أن نهنئ عليها كل القائمين على إعداد هذا المنتج الرياضي الجميل، ولا أخص بالتهنئة إدارة اتحاد الكرة ورابطة المحترفين وحسب، وإنما أعمّمها لتشمل كل الشركاء المساهمين في منظومة اللعبة من أندية ووسائل إعلام ومؤسسات، وكل العناصر الفاعلة في الملاعب من لاعبين وإداريين ومدربين وحكام، وصولاً إلى جماهير المدرجات التي أعتبرها الوسيلة والغاية معاً لتحقيق كل علامات الجودة المطلوبة لدورينا، فلها تتضافر كل الجهود وبها تكتمل المتعة، ومن دونها تفقد اللعبة الشعبية روحها وسر بهجتها.
** قد يقول قائل، إن المستوى ارتقى بفضل المنافسة غير المسبوقة بين الفرق، واشتراك الشارقة والوحدة وشباب الأهلي في رصيد الصدارة حالياً، وإذا قال آخر إن مبادرات جذب الجماهير، التي تكاملت بجهود «الرابطة» مع الأندية، هي التي أحدثت مفعولها فسأقول: لا خلاف على ذلك، أمّا من يرى أن السر في بصمة الأجانب الذين زاد عددهم إلى 6 لاعبين عملياً بكل فريق، فمساحة الاختلاف هنا ستزداد وتتباين؛ لأن المميزين الذين يصنعون الفارق وسط هذا الكم الكبير لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، والعبرة ستبقى دائماً بالكيف لا بالكم.
** ولا ننسى في هذه الديباجة أن مستوى التحكيم ارتقى بدوره، وأن مباريات المسابقة لم تشهد أخطاءً مؤثرة على النتائج، ومن جانبي لا أعتقد أن الفضل في ذلك يعود لتأثر حكامنا المواطنين بالمنافسة مع نظرائهم الأجانب، فهم متميزون من قبل ومن بعد، وكل ما في الأمر أن من يتعللون بالتحكيم لم تعد عندهم ذريعة.
** ورغم كل هذه المعطيات الجميلة في دورينا، تظل الحيرة حاضرة بخصوص ظاهرتي تذبذب المستوى وندرة المواهب الوطنية، وبالنسبة للأولى الأمر يقتضي بحثاً وصبراً حتى نرى المحصلة عند نهاية الدور الأول، أما الثانية فلا عذر يقنع ولا سبب يشفع؛ لأن هذا ماجنته أيدينا بعد أن قلصنا نسبة المواطنين بكل فريق إلى ذاك الحد.
** أخيراً.. نعم هناك مستويات أعلى وأرفع، لكن دعونا نقنع بما بين أيدينا أولاً، قبل أن نطمح إلى المزيد، ولنتساءل: أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ وكيف نحافظ على مكتسباتنا، خصوصاً بعد أن تراجع دورينا في القائمة الآسيوية إلى المرتبة التاسعة؟، فإن لم تنعكس إيجابيات المسابقة على أنديتنا ومنتخبنا في مسابقات القارة، فسنكون كمن يحرث البحر.. هذا هو بيت القصيد.. وهذا ما لا نريد.
عن جريدة الخليد الإماراتية