مفارقات دورينا
محمد جاسم
أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن تكون انطلاقة دوريّنا بهذه الصورة اللافتة والمثيرة، ثماني جولات كانت كافية لكي ترفع سقف التفاؤل إلى أبعد مما هو متوقع، ولن نكون في موقع المبالغة عندما نقول إن انطلاقة دوري المحترفين هذا الموسم هي الأفضل منذ عدة مواسم، إن لم تكن هي الأفضل على الإطلاق منذ بداية الاحتراف.
وعندما يكون مشهد البداية بهذه الصورة، وعندما تبلغ الإثارة ذروتها وكأن المسابقة في نهاياتها وليست في بدايتها، فإن ذلك دليل وتأكيد لحجم الجهد المبذول من إدارات الأندية من جهة، ومن رابطة دوري المحترفين، التي عملت بتناسق وتجانس كبيرين في سبيل التعامل مع موسم كروي مختلف. ولا أدل على ذلك مما تشهده المسابقة من إثارة ومتعة. أما مشهد المدرّجات الممتلئة عن آخرها، فإنه واحدة من أجمل ظواهر دوريّنا هذا الموسم.
الأخبار المتواترة لتحضيرات أندية المحترفين قبل بداية الموسم وما صاحبها من تعاقدات مع نجوم من الوزن الثقيل، أشاعت أجواء من الإثارة والترقب دفعت الجماهير إلى انتظار ضربة البداية. وعلى أرض الواقع جميع المؤشرات كانت توحي ببداية موسم استثنائي، وأسهمت تحركات الأندية دون استثناء في مسألة التعاقد مع مدربين كبار، ونجوم محترفين على درجة عالية من الكفاءة الفنية، في دفع الجماهير إلى انتظار انطلاقة الدوري.
وبالفعل شهدت الجولات الأولى أرقاماً قياسية هي الأفضل منذ بداية عهد الاحتراف. والازدحام الذي تشهده قمة الترتيب العام بوجود أكثر من ثمانية أندية في المنافسة (في ظاهرة لم يسبق أن شهدتها المسابقة من قبل)، أسهم بشكل فاعل في ذلك الزحام الجماهيري في مدرجات دوريّنا والتي تنفست الصعداء بعد سنوات من العزلة والهجرة الجماعية للجماهير.
إن أكثر المشاهد لفتاً للأنظار في دوريّنا بعد مرور ثماني جولات، هو ذلك الازدحام الحاصل في قمة الجدول بوجود ثمانية أندية جميعها مؤهلة للصدارة في أي لحظة.
فالصدارة التي تشترك فيها ثلاثة فرق هي الشارقة والوحدة وشباب الأهلي برصيد 16 نقطة، لا يفصلها عن الوصل رابع الترتيب سوى نقطة وحيدة، وهو نفس الفارق بين الجزيرة وعجمان واتحاد كلباء، ولكل منها 14 نقطة، وحتى فريق العين الذي يأتي ثامناً برصيد 13 نقطة، بإمكانه أن يقفز 7 خطوات دفعة واحدة في حال فوزه في الجولة القادمة وخسارة الآخرين؛ الأمر الذي يفتح المجال على جميع الاحتمالات، والأهم من ذلك أنه يجعل دوريّنا ملتهباً ومثيراً حتى النهاية.
كلمة أخيرة
الازدحام الذي تشهده الصدارة بوجود 8 فرق متنافسة دفعة واحدة، ظاهرة تبدو جديدة وجيّدة في دوريّنا، وفي المقابل اتضاح ملامح الفرق المهدّدة بالهبوط في هذا التوقيت، أمر غريب، ومفارقة لم نعتد عليها.
عن جريدة الخليج الإماراتية