تركوها لهم!
محمد الجوكر
كتابة الرأي الصحافي أي العمود حسب ما هو متعارف عليه في منطقتنا العربية من أصعب أشكال مهنة الصحافة، فالمسألة ليست سهلة كما يعتقد البعض، فالرأي يمثل قمة العطاء المهني الذي يصل إليه المحرر قبل أن يكون له رأي في القضايا التي تطرح على الساحة، فهو آخر درجة من درجات السلم الصحافي، وهذا لا يختلف عليه أحد بل نبصم بالعشرة أن ليس كل من كتب زاوية أو رأياً يقرأ له، فهناك آراء ليس لها معنى أو جدوى في الصحافة ولكنها تكتب بحجة الكتابة من أجل الكتابة؟
هناك العديد من القضايا الساخنة في الساحة الرياضية، وهي تتطلب أن تقول رأيك وأحياناً تأتيك بعض الملاحظات القيمة وتتوقف عندها، لأنها ترشدك إلى الطريق وتدلك من منطلق أن الكاتب لم يعد ملك نفسه، وهذا شعور أؤمن به تماماً، ولا أخفيكم بأنني أعتز بأي نقد وهذا من حق القارئ علينا طالما ارتضينا العمل في مهنة المتاعب، وتصلني يومياً رسائل متعددة أنشر فقط التي تنتقدني، فواجبنا التعايش بمهنية مع كل قضايانا فهمومنا ومصيرنا وهدفنا واحد.
وصلتني العديد من الملاحظات بشأن ما تناولته في الأيام الماضية بشأن كثرة أعداد اللاعبين الأجانب وخسارة الأندية الكثير من الأموال، من أجل استقدام المئات من هؤلاء، بعضهم يتم تسجيلهم وبعضهم يجلسون ويشربون ويأكلون ويحصلون على امتيازات، بينما اللاعب المحلي يتفرج عليهم، وهذه قضية جوهرية يجب أن لا تتوقف بدون أن نقيم عملنا، حتى نستطيع أن نضع الحلول الجذرية وليست المؤقتة لها. فقد تضررت كرة القدم الإماراتية من «هرولتنا» نحو الاحتراف بطريقة غير مدروسة، فالقضية ليست في كرة القدم فقط، بل هناك ألعاب أخرى تعاني أيضاً، وكما قال لي أحد المختصين والمتابعين للألعاب الفردية إن معظم المسابقات الفردية يتربع اللاعب الأجنبي على المراكز الأولى فيها، بسبب قلة اللاعبين المواطنين الذين هجروا الرياضات الشهيدة فقد تركوها لهم !! والله من وراء القصد
عن جريدة البيان الإماراتية