الدوري الإماراتي..وجه مختلف
د.محمد مطاوع
بدون مقدمات، دخل الدوري الإماراتي منعطف الإثارة، وبات التنافس سمة رئيسية في كل جولة، بين المرشحين وغير المرشحين، وتحولت التوقعات إلى سراب وسط كم الأحداث المتقلبة على أرض البطولة.
تغير وجه الدوري الإماراتي كثيرا، فالمنافسة بدأت مع الجولة الأولى، وكأن البطولة انطلقت منذ شهور، والجاهزية العالية سمة مميزة لمعظم فرسان البطولة.
صفقات كبيرة عقدت، وشاهدنا نجوما لم نكن يوما نتوقع أن تقترن أهدافهم بطموحات أندية عربية، كما هو الحال مع نجم برشلونة ويوفنتوس وروما السابق ميراليم بيانيتش، الذي اعتبر نفسه ضمن مشروع نادي الشارقة، وجدف عكس التيار حين اختار الدوري الإماراتي لإثبات نجوميته وهو ما زال في قمة تألقه، ومزاملة النجم البرشلونة السابق أيضا باكو ألكاسير.
قمم مبكرة بدأت بالحسم، ولعل أبرزها ديربي أبو ظبي الذي حقق فيه الجزيرة انتصارا بالغ الإثارة على حامل اللقب العين، الذي جعلت سباعيته في مرمى الظفرة منه وحشا جاهز لافتراس الجميع، في قمة حققت رقما قياسيا بالحضور الجماهيري لهذا الموسم، وفي الوقت ذاته كان الشارقة يعاني أمام عجمان في قمة الجارين، قبل أن ينتزع انتصارا صعبا شارك به الجزيرة الصدارة، وهناك كانت جماهير الوصل تصنع حالة رائعة من الصبر على النتائج، وملاحقة الفريق أينما حل وارتحل.
البطائح كان يقدم كرة مختلفة رغم المشاركة الأولى في بطولة المحترفين، فكان فاكهة البطولة حتى الآن.
الجولات الثلاث الأولى كشفت عن مسار المنافسة بين الشارقة الطامح بالعودة لمنصة التتويج، والجزيرة الذي يبدو بأرقامه ونجومه عاقدا العزم على رفع الكأس من جديد، بعدما فقدها الموسم الماضي لحساب العين، ولا ندري لعل شباب الأهلي يعود بسرعة، ومعه الوصل والنصر والوحدة، فكل الاحتمالات ما زالت مفتوحة على مصراعيها.
وإلى جانب منافسة الفرق، هناك سباق بدأ سريعا على لقب الهداف، يتصدره علي مبخوت نجم الجزيرة وحامل الأرقام القياسية في سجل هدافين البطولة، ويقابله لابا كودجو مهاجم العين، فبعد 3 جولات يحمل الأول في رصيده 6 أهداف والثاني 5، وهو ما يبشر بمنافسة قد تطول للصعود لقمة الهدافين مع نهاية المنافسة.
نتمنى استمرار هذه البطولة بالسير على هذا النحو من التنافس والإثارة، وإمتاع الجماهير داخل وخارج الإمارات بمستوى يدخل في جعبة الكرة العربية، وتحولاتها نحو مستقبل أفضل.
* نقلا عن موقع كووورة