لقب مستحق وخسارة منطقية

لقب مستحق وخسارة منطقية

عصام سالم 

حققت الدوحة النجاح المنشود، من خلال تنظيمها «سوبر لوسيل»، ما بين الهلال بطل السعودية، والزمالك بطل مصر، والذي انتهى بفوز «الموج الأزرق» باللقب، ومعه مليون ونصف المليون دولار، بينما اكتفى «الملكي الزملكاوي» بمركز الوصيف والمليون دولار.
لقد كان الإبهار حاضراً في كل أرجاء الاستاد الفخم الذي سيحتضن أهم مباريات المونديال، بداية من لقاء السعودية والأرجنتين بالدور الأول، وانتهاءً بالمباراة النهائية يوم 18 ديسمبر، والتي تتزامن مع العيد الوطني لدولة قطر.
واطمأن المنظمون على جاهزية الاستاد، وكفاءة المنظمين الذين خاضوا تجربة الـ80 ألف متفرج للمرة الأولى، وهو رقم قياسي لم يسبق للدوحة أن استقبلته، ونالت العاصمة القطرية إشادة جياني أنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي الذي وضع مباراة «الشقيقين» تحت رعايته، كما نال التحكيم القطري إشادة الجميع بعد نجاح عبد الرحمن الجاسم في إدارة المباراة بامتياز.
ولا خلاف على أن «الزعيم» السعودي استحق الفوز باللقب، حيث كان الأفضل سيطرة، والأكثر وصولاً إلى المرمى، والأخطر تهديداً لمرمى محمد عوّاد الذي زاد عن مرماه ببسالة، وأنقذ الزمالك من أربعة أهداف محققة.
وشخصياً أرى أن تفوق الهلال في «موقعة لوسيل»، يرجع لأسباب عدة، من أهمها أن القيمة التسويقية للاعبي الهلال تساوي أربعة أضعاف القيمة التسويقية للاعبي الزمالك، حيث تبلغ قيمة «الأزرق» حوالي 61 مليون يورو، مقابل 17 مليون يورو للمعسكر الزملكاوي.
ثانياً: أن الزمالك بدا مرهقاً، نتيجة انتهاء الدوري المصري منذ أيام قليلة، مما اضطر فيريرا لمنح اللاعبين إجازة لالتقاط الأنفاس، ولم يؤد الفريق سوى عدد محدود من التدريبات قبل لقاء الهلال، عكس الفريق السعودي الذي نال قسطاً كافياً من الراحة بعد انتهاء الموسم، وها هو يخوض غمار الدوري الجديد بكفاءة عالية.
وإذا كان الفوز الهلالي قد رفع كثيراً من معنويات جماهيره، بعد الخسارة من الزمالك على كأس الرئيس السيسي، ومن الأهلي على المركز الثالث في مونديال الأندية، فقد استفاد الزمالك من المباراة، حيث تعرف على نقاط ضعفه، قبل أيام من مشواره الأفريقي الذي يأمل أن يحقق من خلاله اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2002.
×××
من مفارقات «مونديال الدوحة»، أنها ستكون النسخة الأولى لكأس العالم التي ستشهد غياب إليزابيث ملكة إنجلترا السابقة، حيث ولدت الملكة قبل انطلاق النسخة الأولى بأربع سنوات!

* صحيفة الاتحاد الاماراتية