الشهري رمى عكازيه.. وشقّ طريق الفوز أمام الأرجنتين
من صيف ساخن اتكأ خلاله على عكازين، حوّل النجم السعودي صالح الشهري الأيام الأولى لمونديال قطر الخريفي إلى ربيع أخضر، فزهّر بتوقيعه على هدف التعادل في مرمى الأرجنتين، فاتحاً الطريق أمام زميله سالم الدوسري لقيادة السعودية إلى فوز تاريخي في أولى وأكبر مفاجآت كأس العالم 2022.
لكن الشهري الذي امتلك مفتاح المرمى الأرجنتيني بعد أربع دقائق فقط من بداية الشوط الثاني، بدا أكثر طموحاً، بعد الفوز التاريخي، قائلاً "نحن بالتأكيد نطمح لتخطي الدور الأول، ولكن يجب أن أؤكد أنه لا يزال لدينا مباراتان وهذا الفوز لا يعني أننا تأهلنا".
وأشعل الشهري مدرجات ستاد لوسيل (الملعب الذي يحتضن نهائي المونديال)، الذي اكتظ بأكثر من 88 ألف متفرج، بعدما راوغ الدفاع الأرجنتيني، قبل أن يسدد يسارية متقنة عانقت شباك الحارس مارتينيس في مشهدية استعادت خلالها الجماهير ذكريات هدف سعيد العويران في مرمى بلجيكا، عندما قاد السعودية إلى التأهل للدور الثاني في أولى مشاركاتها في كأس العالم 1994.
وبعد انتهاء الشوط الأول، اتجه الشّهري مع زملائه في المنتخب السعودي غرفة الملابس متأخرين بهدف ليونيل ميسي من ركلة جزاء، لكن كلمات المدرّب هيرفيه رونار التحفيزية كان لها وقع السحر على الصقور.
ودخل السعوديون الشوط الثاني بعزيمة تحاكي إصرار الشهري نفسه الذي عاش فترة طويلة الشكوك حيال مشاركته في كأس العالم بعد إصابته القاسية.
و رمى الشهري (29 عاماً) عكازين استند إليهما، بعد مرحلة علاجية مضنية إثر إصابته بقطع في الأوتار الخلفية للقدم أصيب بها في أبريل الماضي، خلال المواجهة مع الشارقة الإماراتي في دور المجموعات لدوري أبطال آسيا.
وخضع لعملية جراحية في فنلندا تبعتها فترة علاج طويلة امتدت لـ140 يوماً، قبل أن يعود للمشاركة مع فريقه الهلال نهاية أغسطس، مستعيداً مكانته في تشكيلة الصقور الخضر.
وبدأ الشهري مسيرته مع نادي الأهلي السعودي، ثم انتقل على سبيل الإعارة إلى بيرامار البرتغالي في أبريل 2012 لمدة عام ونصف العام، بعد فترة احتكاك قضاها لمدة ستة أشهر في نادي مافرا أحد أندية الدرجة الثانية من أجل التأقلم على الأجواء الأوروبية.
وظهر صالح في أول مشاركة رسمية مع بيرامار بعد وصول بطاقته الدولية في الجولة الثالثة من الدوري البرتغالي الممتاز ضد مورييرينسي عندما دخل بديلاً في الشوط الثاني ليحرز هدف التعادل ويصبح أول سعودي يسجل في دوري أوروبي وينال اهتمام الصحافة البرتغالية والسعودية.
وفي صيف العام 2019، وقّع الشهري على كشوفات الهلال على سبيل الإعارة قادماً من الرائد، ليكمل بعدها مشواره مع الزعيم السعودي، متسلقاً سلّم المنصّات المحلية والقارية وناسجاً خيوط التألق في رحلة احتكر خلالها الزعيم معظم الألقاب الممكنة.