الرياضة المدرسية
د. سعيد الكعبي
أتذكر جيداً ابني وهو في الثانوية العامة، كان لا يرتاح باله ما لم يغازل معشوقته ويداعبها، كانت هي حصته الأولى قبل المذاكرة، كان يعشق كرة القدم كثيراً.
تعودت مع أولادي أن أضع الهدف معهم وأترك لهم حرية التنفيذ، فكان اتفاقي معه الحصول على نسبة فوق 90%، وكلما أراه يداعب الكرة ويترك مذاكرته يتحرك عندي خوف الأب على ابنه، فأنظر له مستنكراً فيبتسم ويذكرني بالاتفاقية.
انتهت الثانوية وحصل ابني على النسبة المطلوبة، وأكمل دراسته الجامعية بتخصص الهندسة الكيميائية، ومثَّل منتخب الجامعة في مناسبات داخلية وخارجية وظلت كرة القدم معه حتى اليوم ولم تعقه يوماً من الأيام عن تفوقه، بل كانت تلك المساحة التي يتنفس من خلالها عندما تشتد صعوبة الدراسة.
نعم إنها علاقة ود وتكامل، فالرياضة بصفة عامة تُكمل وتغرس الكثير من المهارات في الأبناء وتعزز الكثير من المهارات ناهيك عن دورها الصحي في حياة الإنسان.
ومن حسن حظي أن التطوع في العمل الرياضي لازمني سنوات طويلة، ومن خلال هذه السنوات وصلت إلى قناعة تامة أن هناك فوائد كثيرة تصب في مصلحة الطالب، لعل من أهمها أن الرياضة تساهم في صحة الأبناء.
وفي مجال المهارات الحياتية، تعلم الرياضة الطالب كيفية التحكم بأعصابه، وهو ما يسمى بالاتزان الانفعالي، حيث يعلم الطالب أنّ تهوره قد يسبب حرمانه من اللعب، ويتعلم كيف يفرح عند الفوز وكيف يتحمل الخسارة.
هذه بعض المهارات والعادات الطيبة والمفيدة التي تساهم في بناء الإنسان صاحب الشخصية المتكاملة، وغيرها الكثير ربما لا يتسع المقال لذكرها.
ونحن في دولة الإمارات بصفة عامة نملك القيادة الرشيدة التي تشجع الرياضيين وتكرمهم.
وهنا في شارقة الثقافة والعلم والرياضة ندرك ذلك جيداً، فمنذ ولادة الطفل يجد المكان المناسب له لممارسة الرياضات المتنوعة ومع مرور الأيام يتم اكتشاف موهبة الطفل وتوجيهه نحو الرياضة المناسبة له.
وهنا أوجه رسالتي إلى الأخوة أولياء أمور الطلبة بالتعاون مع الأندية والحرص على إرسال أبنائهم لممارسة الرياضة للمساهمة في بناء شخصياتهم وحمايتهم من الأجهزة الإلكترونية ولاستثمار الوقت في ما ينفعهم. وكذلك أرجو من إخواني المسؤولين عن النشاط الرياضي في المؤسسات المختلفة، خلق المكان المناسب والجو الصحي والتربوي للأبناء، والتأكيد على أن يكون الإشراف بمستوى عالٍ، والطاقم الفني يجب أن يتسلح بالفكر التربوي والسلوكي المناسب الذي يشجع ولي الأمر على إرسال أبنائه لممارسة الرياضة.
نتمنى لكم عاماً دراسياً ورياضياً سعيداً.