متلازمة حمدالله
محمد البكيري
أحبك وأعشقك. أكرهك وأحقد عليك.
أغرب متلازمة تناقض تشهدها ملاعبنا الاحترافية بين عاطفة جماهير النصر المتصارعة مع ذاتها وبين المحترف المغربي المهاجم عبد الرزاق حمد الله.
حالة تستحق الدراسة أو التأمل من أوجه عدة، خاصة من الشق النفسي والمعنوي ووطأته على العاشق النصراوي. قبل وبعد انتقاله إلى نادي الاتحاد، في صفقة ما زالت تبعاتها مستمرة من عشرة أشهر.
عندما تعاقد النصر مع (الساطي) ضمن أفضل نخبة لاعبين محترفين في موسم واحد ارتدوا القميص الأصفر والأزرق بقيادة الفذ السويلم، موسم 2018ـ 2019 الذي نزع فيه الفريق بطولة الدوري من بين قبضتي الغريم التقليدي الهلال. هنا غرز حمد الله سهمه في قلوب النصراويين،
حبًا وعشقًا بدلال مفرط.
لقد أروى ابن المغرب العربي عطش السنين لدى النصراويين، بملء أرضهم الجدباء من أي أيقونة كروية بعد النجم التاريخي ماجد أحمد عبد الله. وهو يجلد شباك المنافسين كهداف بأرقام قياسية غير مسبوقة. لقد منح وجوده كرأس حربة فارس نجد، مهابة.
على مدى أكثر من موسمين. أفرط الجمهور وإدارات النادي في تدليله وحمايته من عواقب نزواته الانفعالية داخل وخارج الملعب. لقد شعر عبد الرزاق أنه بات يجلس على عرش قلوبهم، لا ينازعه أحد من حوله عليه. فأخذ بإملاء شروطه بمضاعفة عقده الاحترافي بمميزات مذهلة.
لم تستطع أي إدارة مقاومة مد حمد الله المستند على قلوب القاعدة الجماهيرية. حتى اختنقت الإدارة الحالية من إحكام قبضته عليها. ولم تجد حلًا إلا بفسخ عقده، وسط تباين ردود أفعال مشاعر المدرج النصراوي المصدم.
الذي صُدم أكثر عندما سمع خبر تعاقد نادي الاتحاد في شتاء الموسم الماضي. دخل بعدها بعض عشاق النصر ومحبي اللاعب في صراع المشاعر اتجاهه.
مثل ذلك الغاضب الذي يتوعد معشوقه بالويل والثبور إذا رآه. ثم ينسى وتخور قواه عندما يلتقي به.
مشهدان يدللان على تلك المتلازمة. أولئك الذين انتشوا بتجاهل تاليسكا لروح حمد الله الرياضية معه. وأولئك الذين انتشوا بموقفه الإيجابي مع المشجع وشال النصر. مما يؤكد أن لا أبو بكر أو غيره، ملأ مكان حمد الله في الفريق.
ولا تاليسكا أزاحه من مكانته في قلوب النصراويين: نحبه ونكرهه في نفس الوقت!!
عن صحيفة الرياضية السعودية