جينات الوصل
أحمد الحوري
هل ما يفعله الوصل في الدوري ـ حتى الآن ـ خارق عن العادة؟ هل هو استثناء؟ هل هو مفاجأة؟ من وجهة نظري الإجابة عن الأسئلة الثلاثة، لا، فالعودة إلى المنافسة، بالنسبة لنادٍ كبير وعريق كالوصل، لاسيما كروياً، هي مسألة وقت، فالجينات الموجودة لدى الفهود تدفعهم إلى الوصل، وإن طالت المدة، واستعادة الموقع الحقيقي وتصحيح الصورة لفريق كان ملء السمع والبصر.
الوصل هذا الموسم أو تحديداً منذ أواخر الموسم الماضي، وجد ضالته في قرار سامٍ من سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم الأب الروحي ورئيس النادي، بتشكيل إدارة شابة محبة للنادي برئاسة أحمد الشعفار، الذي يقطر حباً للكيان، ومعه مجموعة شابة لا يقلون حباً لشيء اسمه نادي الوصل، تعاهدوا فيما بينهم على استعادة المكانة الحقيقية للقلعة الصفراء، وهذا ليس بمجرد وعود كلامية واستراتيجيات على الورق، بل بخيارات واختيارات فنية، بدءاً بالمدرب الأرجنتيني بيتزي ذهاباً إلى قائمة من اللاعبين أولهم البرازيلي أوليفيرا مروراً بالصربي الكساندر والبرازيلي دي سوزا وصولاً إلى الأرجنتيني شانكالاي والمغربي بوفتيني، مع تعزيز الثقة بالعزيزي والصاعد فارس خليل ومن خلفهم الحارس الأمين خالد السناني، كذلك إعطاء الدور الحقيقي لأعمدة الفريق علي سالمين وعلي صالح ونجم كل المواسم ليما.
إضافة إلى ما تقدم، عملت الإدارة في إحياء الجزء الأهم في المنظومة، وهو ما كان غائباً في المواسم الماضية، التكامل مع الجماهير الوصلاوية أسهم في عودة روح الانتصار واستعادة الثقة الغائبة بأن الفريق قادر على الدخول في ركب الفرق المتصارعة على الألقاب، وليس دور المتفرج كما كان حاصلاً في المواسم الماضية والتعرض للهزائم المتكررة والكبيرة، لذلك شاهدنا حضور الروح التنافسية الوصلاوية في المستطيل الأخضر وفي المدرج ما أعطى زخماً خاصاً في دوري أدنوك هذا الموسم.
صافرة أخيرة..
نعم نحن في بداية الموسم وهوية البطل لم تعرف بعد، ولكن الحاضر هو الحراك الذي أحدثه الوصل ليكون حديث الساحة.
عن جريدة البيان الإماراتية