الهائي الأجمل
يوسف الأحمد
قد يكون نهائي كأس رئيس الدولة، الذي أقيم يوم الجمعة الماضي، من أجمل النهائيات التي شهدناها خلال آخر عقدين من تاريخ بطولاتنا المحلية، حيث اكتملت الصورة وزادت بهاءً بذاك المشهد الكروي والتفاعل المميز لاحتفالية النهائي الكبير، فقد أحسن اتحاد الكرة تنظيمها وترتيبها وإخراجها في لوحة فنية جميلة، لما لها من قيمة ورمزية عالية، كونها مبعث فخرٍ يتسابق لها الجميع لكسب ودها والفوز بكأسها الغالي، فالكل كان فائزاً بعد أن نال وسام التواجد وشرف الحضور، ليدوّن اسمه في سجل ومحضر أغلى وأجمل البطولات.
شاهدنا نهائياً من العيار الثقيل اجتمع فيه الشارقة والوحدة، بعدما حضرا بغرض معانقة الكأس، ذلك كحق مشروع مثلما كان اللقب على مسافة واحدة منهما، فهما جديران ولديهما الأفضلية مع دوافع شافعة للفوز، بعد أن تبادلا الأدوار والندية، وكان كل طرف قريباً من تحقيق غايته، فلم يكن هناك أحد أفضل من الآخر، لكن في نهاية المطاف كان هناك بطل متوج واحد ابتسمت وذهبت له الكأس، لتعانقه ملكاً مستحقاً للبطولة بعد فراقٍ طويل.
نعم طويت صفحة الكأس وبقيت مشاهد حاضرة من النهائي المثير تستدعي التوقف عندها، أولها الحضور الجماهيري اللافت الذي ملأ الاستاد، ثم الدور الفاعل لمحبي وعشاق الفريقين اللذين توافدوا بدافع الفوز وأبدعوا في التعامل مع الحدث، إذ شهدنا حالة من الوئام والانسجام للجماهير بتنوع فئاتها العمرية وجنسياتها المختلفة، فحضورها نابع عن حبٍ ورغبةٍ وطواعية لتشجيع فرقها، وهو ما ينمّ عن تولد ثقافة جماهيرية جديدة بقاعدة متعددة الأعراق، بدأت بالظهور في مدرجاتنا وستنمو مع مرور الوقت والزمن، أما ثاني المشاهد فهو حكم اللقاء النيوزلندي الذي أعطى لاعبي الفريقين درساً في الأداء الجاد وتحمّل المسؤولية ثم عدم الاعتراض على الصافرة، مع إظهار الحزم لوقف التحايل والتمثيل بالسقوط المبالغ عند كل احتكاك والمطالبة بالتدخل، حيث منع تلك التصرفات غير آبهٍ لاعتراض وصراخ اللاعبين، فهي رسالة مهمة ومفيدة أيضاً لحكامنا المحليين ثم للاعبينا، لاسيما في المواجهات الخارجية، أما المشهد الثالث فهو اهتمام وتسابق القنوات الفضائية الأخرى لنقل هذا النهائي في سابقة تكاد تكون الأولى مع هذا العدد الناقل، فقد أجمعوا على قوة وتطور المستوى الفني لدينا، ما سيعزز من مكاسب الانتشار والجاذبية لبطولاتنا التي يسعى لها المعنيون في الاتحاد والرابطة. لذا، لربما تكون مرحلة انتقالية لمسابقاتنا التي يبدو أنها ستغرد تميزاً وتنافساً وإثارةً في هذا الموسم.
شاهدنا نهائياً من العيار الثقيل اجتمع فيه الشارقة والوحدة، بعدما حضرا بغرض معانقة الكأس.
عن جريدة الإمارات اليوم