حكايتي مع مهاجراني!
محمد الجوكر
منذ أكثر من 42 سنة يعيش بيننا المدرب الإيراني القدير حشمت مهاجراني، والذي تجاوز العام الثمانين "ما شاء الله"، وهو يجد كل احترام وتقدير، كما كان أيام عز الكرة الإيرانية في فترة السبعينيات، حيث كانت ثلاثة منتخبات تتنافس على المستوى القاري إيران والعراق والكويت، ومبارياتهم تمتاز بالجماهيرية والإثارة، وكنا ننتظر لقاءاتهم ونستمتع بتعليق خالد الحربان.
وبعد قيادة مهاجراني بلاده لنهائيات كأس العالم بالأرجنتين عام 1978 ارتفعت أسهمه وجاء للمنطقة ليقود أولاً فريق الشعب "سابقاً"، والذي أطلق عليه في عهده "الكوماندوز"، وخلال تدريبه للفريق كان يقدم مكافآت مالية للاعبين تشجيعاً لهم، لأنه كان يحب التحدي، وبعد نجاحه مع الشعب "سابقا" عرض عليه اتحاد الكرة قيادة منتخبنا الوطني عام 1980 بعد الاستغناء عن الراحل الإنجليزي دون ريفي، وهذه الفترة اعتبرها واحدة من أهم وأفضل فترات الاستقرار.
حيث تم تشكيل منتخبات المناطق وتكوين منتخبين للشباب مع مطلع الثمانينيات، وشاركنا بمعظم البطولات الإقليمية وقفز لاعبونا وظهرت أسماء جميلة أصبحت بعد ذلك من نجوم المنطقة، ويبقى اسم مهاجراني مرتبطاً بالكرة الإماراتية.
فهو ما زال يلقى كل حب أينما ذهب، فقد زار أمس رأس الخيمة وله جلسة أسبوعية في مبنى السعادة بنادي شباب الأهلي يأتي ويلتقي بنا ونستمع إلى ذكرياته الجميلة، وشخصياً لي معه العديد من الحكايات، أبرزها كانت عام 1980 في كأس آسيا في الكويت، حيث كنت مرافقاً صحافياً رسمياً مكلفاً من المجلس الأعلى للشباب والرياضة لمتابعة المنتخب الوطني، حيث كان يسهر طوال الليل ومعه اللواء سالم عبيد يتابعان اللاعبين في فندق إقامة المنتخب، من منطلق الحرص عليهم، خصوصاً ليلة المباراة الافتتاحية أمام البلد المنظم، والتي فجّر فيها واحدة من أكبر المفاجآت بتعادلنا مع الأزرق إيجابياً.
وبدأت مغامرات مهاجراني لحظة وصولنا المطار عندما داعبه أحد الموظفين قائلاً إنهم سيهزموننا بالسبعة، ورد عليه الداهية العجوز «في الميدان»، ثم رافقته في كأس الخليج السابعة بمسقط، تلك كانت أيام أجواء الاستقرار في الأجهزة الفنية للمنتخب وليس كما يحدث اليوم في سنتين نتعاقد و«نفنش» خمسة مدربين!! والله من وراء القصد.
*عن صحيفة البيان الإماراتية